أهلاً وسهلاً

 

الصفحة السابقة                                      الصفحة التالية

 

عادة وعبادة

  إن الإنسان منذ ولادته إلى مفارقته للدنيا يغلب عليه حب العادات التى يعتاد عليها، فإذا طال زمن إعتياده تصير هذه العادات هى الحاكمة عليه ولا يستطيع مفارقتها إلا بالإكراه.

فبعد ولادته مثلاً يحب الرضاع ولا يفارقه إلا بالفطام، وتكون المفارقة فى غاية الصعوبة وكذلك يألف أهله وداره وبلدته ولا يفارق شيئاً منها إلا كارهاً كذلك صنعته وفنه ولغته ودينه الذى نشأ عليه، ومن هنا نشأت الفِرَق والجماعات المختلفة وبدأ الصراع والتعنصر وقد أعطانا الله عقلا نميز به بين الحسن والقبيح  فما رأيته قبيحا فارفضه البتَّه، وما رأيته حسناً فزده تحقيقاً وتدقيقاً وتوسعْ فى علم أخباره وأحواله وكيفية إظهاره:

عِبادة الناس ضلت فى عوائدهم

 

ما فاز إلاَّ فتىً عن عَادِهِم عارى

وقد حكى ابنُ أيمن فى رسالته عن الإمام أحمد t أنه كان في أول أمره يَنْهىَ ولَدهُ عنْ مجالسةِ الصوفية حتَّى نزلَ عليه جماعةٌ منهم في الليل من الهواء فسألوه عن مسائل في الشريعة حتى أعجزوه ثم صعدوا في الهواء، فمن ذلك الوقت كان يقول لولده : "عليك بمجالسة الصوفية فإنهم أدركوا من خشية الله وأسرار شريعته ما لم ندركه" وكان إذا عجز في مسألة يقول للشيخ أبي حمزة البغدادي: ما تقول في هذا ياصوفي؟ فإذا أجابه بشئ أخذ به.

وقيل له: بأي شئ ذُكِرَ القوم فصاروا أئمة؟

فقال: بالصدق.

قالوا: وما الصدق؟

قال : الإخلاص.

قالوا: وما الإخلاص؟

قال : هو الزهد.

قالوا: وما الزهد يا أبا عبد الله؟

فأطرق ثم قال: سلوا الزهاد، سلوا بشر بن الحارث. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 • البرهامية

 

    o إسلام

    o تصوف

   طرق صوفية

   أوراد

   الحضرة

   الذكر

   السبحة

    o أولياء الله

    o مولانا

    o الحولية

 • المكتبة

 

  المناسبات

 

 • اتصل بنا

 

أعلى الصفحة