|
الصفحة السابقة الصفحة التالية على الدرب
الصوفى هو المقتفي آثار رسول الله ... مشغول بالله تعالى وأما أحوال الدنيا عنده وفى نظره لا قيمة لها فى قلبه ... والتعب كل التعب فى التكليف ... فى الكماليات والكماليات لا نهاية لها، فكان الإنسان يتعب نفسه طول حياته، فالصوفى آمن فى سربه مطمئن فى نفسه قرير العين راض عن ربه، وربه راض عنه، فهنيئا له ثم هنيئا وهو مؤمن بقوله تعالى ﴿أليس الله بكاف عبده﴾ قال شقيق البلخى لمعروف الكرخى: كيف حالكم ياكرخى؟ قال: إن وجدنا أكلنا، وإن لم نجد صبرنا، قال: هذا حال كلاب بنى بلخ ... فقال معروف الكرخى لشقيق البلخى: وكيف أحوالكم يابلخى؟ قال: إن وجدنا آثرنا وإن لم نجد شكرنا ... فهكذا حال الصوفى كما كان النبى e ومن كان معه ... فإن هؤلاء مصدر الصوفية، وكما قال أبو هريرة t حين سئل: ألم تتخذ لك منزلا فى الدنيا؟ قال: وهل أنا مجنون؟ قيل له: كيف ذلك؟ قال أرأيت لو نزل رجل بلد لقضاء حاجة ويرتحل عنها هل يبنى له بيتا للإقامة؟ قيل: لا ... قال: ونحن مرتحلون من هذه الدنيا فكيف نوطد وندعم فيها ونحن مفارقوها ... وهكذا كان أشباهه الكثير من خيرة الصحابة كسيدنا حذيفة وابن مسعود وغيرهم من أجلاء الصحابة، وجاء فى مجمع الزوائد عن علقمة بن علقمة قال: دخلت علىَ علي t فإذا بين يديه طعام خشن فقلت: ياأمير المؤمنين أتأكل مثل هذا؟ فقال: كان رسول الله يأكل أيبس من هذا ويلبس أخشن من هذا، فإن لم آخذ نفسى بما أخذ به نفسه خفت أن لا ألحقه ... فحال الصوفى كحال المستعد للسفر فليس له اطمئنان فى الدنيا إلا برضوان الله تعالى عنه فيها. فالتصوف كما يقول سيدى فخر الدين t بإيجاز هو سلوك وآداب وتخلق فى الحال والمقال:
|
|
||||
|
||||||
o إسلام |
||||||
o تصوف |
||||||
o مولانا |
||||||
o الحولية |
||||||
• المكتبة |
|
|||||
|
||||||
• اتصل بنا |
|
|||||