السماع من الأمور الملازمة للذكر فى الحضرات سماع القصائد الموقعة على ألحان، وأغلب الذاكرين على حب السماع سواء فى الحضرة أو فى غيرها، وأنواع السماع عديدة: فمن ذلك ماقال فيه عز وجل: ﴿وإذا سمعوا ماأنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق﴾، هذا السماع لايختلف فيه اثنان من أهل الإيمان، ويحكم لصاحبه بالهداية واللب، وهو سماع ترد حرارته على برد اليقين فتفيض العين بالدمع، لأنه تارة يثير ندماً وتارة يثير حزناً وتارة يثير شوقاً، وقد يختلف إلمام السماع بالقلب فيظهر أثره فى الجسد، ويقشعر منه الجلد، قال تعالى: ﴿تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم﴾، وقد يصل أثره إلى الروح فتموج منه موجاً يضيق عنه نطاق القلب، وهذه كلها أحوال يجدها أربابها من أصحاب الحال. وروى عن عمر رضى الله عنه كان ربما مر بآية فى ورده فتخنقه العبرة ويسقط ويلزم البيت اليوم واليومين حتى يعاد ويحسب مريضاً، وورد عن رسول الله e: (إذا اقشعر الجلد من خشية الله حرمه الله تعالى على النار) فالسماع يستجلب الرحمة من الله الكريم. ويمكن أن يكون السماع بقصائد فى ذكر حب رسول الله والتشويق إلى لقائه وذكر العبادات والترغيب فى الخيرات؛ وهذه لا سبيل إلى إنكار سماعها، وخاصة ماكان من ذكر الهجر والوصل والقطيعة والصد مما يشير إلى تلون أحوال المريدين ودخول الآفات على الطالبين؛ فمن سمع ذلك وحدث عنده شوق إلى لقاء ربه، أو ندم على مافات أو تجدد عنده عزم لما هو آت؛ فهذا السماع لا يمكن إنكاره، وقد قيل إن بعض الواجدين يقتات بالسماع ويتقوى به على الطى والوصال، ويثير عنده من الشوق ما يذهب عنه لهب الجوع، فإذا استمع العبد إلى بيت من الشعر وقلبه حاضر فيه كأن يسمع المنشد يقول مثلاً: أتوب إليك يارحمـن إنى أسأت وقد تضاعفت الذنوب فأما عن هوى ليلى وحبى زيـارتـها فإنى لا أتــوب فطاب قلبه لما يجده من قوة عزمه على الثبات فى أمر الحق إلى الممات، يكون فى سماعه هذا ذكر الله تعالى، وقد وردت أخبار كثيرة فى سماع كثير من كبار الصحابة لهذا النوع مثل ابن عباس وعبد الله بن جعفر رضى الله عنهما وغيرهما، حيث يسمعونه بقلب يشاهد معانى تدله على الدليل، وتشهده طرفات الجليل. |
|
||
o إسلام |
|||
o تصوف |
|||
الحضرة |
|||
o مولانا |
|||
o الحولية |
|||
• المكتبة |
|||
• اتصل بنا |
|||