خدعوك فقـالوا

عظيم الجناب

من أعجب الأشياء أن ترى المتبجحين من المنكرين يساوون بيننا وبين النبى e ويستدلون على ذلك بقول الحق سبحانه وتعالى ﴿قل إنما أنا بشر مثلكم﴾ ... ونسوا أو تناسوا أن الله سبحانه وتعالى أعقب هذه الكلمة بقوله: ﴿يوحى إلى﴾ ... وهذه التى لا يمكن أن يطيقها بشر آخر إلا الأنبياء وحتى هؤلاء فقد ميزه سبحانه عنهم بالوحى المباشر فى حضرة التقريب بأن قربه له فى مكان لم يصل إليه غيره وفى حياته e وبرؤية العين والفؤاد، ثم أكد ذلك فى آياته عندما قال: ﴿ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى﴾، فأى منا توفر له ذلك، فالآية الكريمة نزلت لتمنع أن يقال عنه أنه e معبود أو إله حاشى لله، أما أن يقال أنها تقصد أن تسوى بيننا وبينه فى غير الجنس البشرى فهذا مردود؛ حيث أن الناظر إلى القرآن يجد مختلف الآيات التى تعظم خلقه وخُلقه، فكيف نترك هذا كله دون أن نفهم المعنى الجلى فى الاستدراك الإلهى ﴿يوحى إلى﴾، ثم انظر إلى الملك الكريم (جبريل) الذى يرسله الله إلى رسله ويصفه بأنه ﴿شديد القوى﴾ عندما وصل مع الحبيب e فى الإسراء والمعراج إلى ﴿سدرة المنتهى عندها جنة المأوى﴾ وقف وعندما سأله الحبيب المصطفى e: (أهنا يترك الحبيب حبيبه) قال: لو تقدمت لاحترقت أما أنت فلو تقدمت لاخترقت. فإن كان هذا شديد القوى بشهادة القرآن فكيف بالنبى الأعظم!!! وانظروا معنا إلى قسم الحق تبارك وتعالى بحياته e فى محكم التنزيل حيث قال ﴿لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون﴾ وفى هذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض ويقول فى هذا سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما: (ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد e وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره e ... ولم يقف إلى هذا الحد بل زكى وعظم خلقه e فقال ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ فانظر مدى اقتران جزئية من النبى e وهى (الخُلق) باسم من أسمائه سبحانه وتعالى، ثم بدأ سبحانه وتعالى تزكية سائر أعضائه عضوا عضوا فى محكم التنزيل فنرى وجهه e فقال ﴿قد نرى تقلب وجهك فى السماء﴾ وزكى بصره e فقال ﴿مازاغ البصر وماطغى[ وزكى لسانه e فقال ﴿فإنما يسرناه بلسانك﴾ وزكى نطقه e فقال ﴿وماينطق عن الهوى﴾ وزكى فؤاده e فقال ﴿ماكذب الفؤاد مارأى﴾ وزكى صدره e فقال ﴿ألم نشرح لك صدرك﴾ وزكى ظهره e فقال ﴿الذى أنقض ظهرك﴾ حتى اسمه e اشتق من اسمه المحمود سبحانه وتعالى فقد قال فى هذا سيدنا حسان بن ثابت: